تحميل كتاب التاريخ العجيب للقلب – فنسنت إم. فيغيريدو

منذ 3 ساعات

‏احتلّ القلب على امتداد تاريخ الثقافات الإنسانية مقرًا مركزيًّا بصفته العضو الأكثر أهميةّ في الجسم، وتركت لنا التسجيلات والآثار الموغلة في القدم دلائلَ صريحةً تدلّ إلى أنّ الأمم القديمة كانت تنظر إلى القلب – لا الرأس – بصفته مكان الذكاء والذاكرة والعاطفة والإحساسات، إلا أن والنفس نفسها. إلا أنّ تلك النظرة ما لبثت أن تبدّلت شيئًا فشيئًا بعبور الزمان وتقدُّم المعارف العلمية. ما آب القلب مركزًّا للنفس وقوى الحياة وسئمِكًا متوّجًا على إنتظر واستمرّة المستعملين، لكن تكشَّف عن كونه مجرّد مضخة دمٍ تابعةٍ للدماغ. إلا أنّه لم يخسر مع هذا رتبته الرمزيّة في الثقافات على تنوّعها، وما زال دوره الهام موجودًا في الأيقونات الثقافية والأشعار والفنون المتوارثة بكونه نموزجًا للرومانسية والحب، ودلالةً على الصحة والحياة.‏

في ذلك الكتاب، يقضي بنا دكتور القلب والخبير في تاريخه فنسنت فيغيريدو في سفريةٍ تتتبّع إزدهار وعى القلب منذ صبيحة الحضارة الإنسانية وحتى وقتنا الحالي. فنستكشف بصحبته دور القلب في الفن والثقافة أبوين والفلسفة عبر الوقت والمقر، ونتعرَّف ما ينطوي فوق منه من معانٍ مختلفة تمسّ أحاسيسنا وعواطفنا وتفاصيل حياتنا اليومية. مثلما يعرِّج الكتاب على تطوّر المعارف العلمية المتعلقة بالقلب وأمراضه ومداواته في ماضيها وحاضرها، ويتوقّف لدى الآفاق المستقبلية التي تنفتح في مواجهتها بتصرف تقدم دراية الأعصاب القلبية وما قدّمه من مؤشرات على اتصال القلب والدماغ، وأثره في صحتنا البدنية العقلية.‏

بإيقاعات تجمع بين رصانة العلم وجماليّة الفكر وعذوبة الفنون بكل أنواعها، نبحر مع ذلك الكتاب البديع في عوالِم بالغة التنوع والثراء، وبه نغتني بمعرفة شموليّة عن ذاك العضوِ الحارّ الخافق الذي دائما ما رأى أسلافنا أنه… يقصد الحياة.