تحميل كتاب كيف تفكر مثل شارلوك – دانييل سميث

منذ يومين

ثمة قضى غريب أمسى محسوسًا في الأعوام القليلة الفائتة؛ إذ أمسى «شيرلوك هولمز»- ذاك المحقق المحجوب متقلب المزاج، منخض الحرارة العواطف، الذي لا ينجذب للجنس الآخر، والذي ملجأ شوارع لندن المزحومة في الجزء الأخير من القرن الـ9 عشر- فردًا لطيفًا ورائعًا.

لقد كانت شخصيته، مثلما جسدتها هوليوود عن طريق الفنان «روبرت داوني جونيور»، تتصف بالصرامة والدهاء والابتهاج، أما شخصيته، مثلما جسدتها شبكة BBC، على يد المطرب «بنديكت كومبرباتش» فكانت تتأرجح ما بين السكون القوي في لحظة ما، والامتلاء بالطاقة والحيوية في اللحظة التي تليها، إذ كانت مثالًا حيًّا للواحد الجذاب غريب الأطوار.

أما فيما يتعلق لنا ممن أحبوا حكايات «هولمز» منذ أن قرأناها لأول مرة في طوال طفولتنا، ونشأنا ونحن مفتونون بتجسيد «جيرمي بيرت» الصادق والمدهش لشخصية «هولمز» على الشاشة، ولقد كان ذلك الموضوع بمنزلة مفاجأة هائلة فيما يتعلق لنا. إذ كان الإعجاب سحيقًا بشخصية «شيرلوك هولمز» ينحصر في مجموعة ضئيلة ومتميزة من الأفراد الذين كان ينظر إليهم الباقون بمزيج من الفضول والاستغراب.