تحميل رواية الساكتات – رينيه الحايك

منذ 4 أيام

تفكّر ميرا بعبثية تلك الموضوعات. ولا تعلم لماذا تغضب من ذاتها وتلومها على كل تفاهات العالم حولها.
نسيت ذاتها، منذ مرحلة فوقها أن ترنو الحلاق لتقصّ شعرها ولتقليم أظافرها لكنها لا تجد الشدة لتحمل هكذا قضى. لا قوة عندها لتصير في أمكنة كهذه. كأن مرض والدتها انتقل إليها.

في عملها مشتتة على الدوام. تنسى التداولات المستعجلة التي فوقها إنهاؤها أو تقديمها في الدوائر الحكومية. لولا دقتها التي ميّزتها في الأعوام السابقة لكان مديرها خسر صبره. لكنه نظيرًا من هذا يستمر يسألها لو كانت مريضة أم بها شيء ما. لا تعرف أن تجيب. تكتفي بالاعتذار متحججة بالتعب أو بالصداع. هي تعلم أنه لولا تظلم مسؤولتها المباشرة عنها لم انتبه. كيف يفعل وهو لا يجيء سوى ثبتًا.

كانت تسوق بحذر، مطر خفيف وهواء لطيف يدخل من الشباك. تحب المطرة الأولى، ومع أن لا شيء فيها حاليا من ذكريات السالف، لا الرائحة ولا الرطوبة. لا البحر ولا السماء نفسيهما.